0 تصويتات
منذ في تصنيف خطب الجمعة مكتوبة بواسطة (1.0ألف نقاط)

خطبة استقبال شهر رجب موسم القرب والتزود بالطاعات ١٤٤٧هـ ملخص خطبة الجمعة "رجب محطة للتغيير

أهلا وسهلا بكم زوارنا الكرام في صفحة موقع منبر الجواب المنصة الإسلامية يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم في صفحة موضوعنا هذآ خطبة مكتوبة بعنوان // 

استقبال شهر رجب: موسم القرب والتزود بالطاعات 

الإجابة  هي :

ملخص الخطبة إن مما يملأ قلوب المؤمنين فرحًا واستبشارًا استقبالُ مواسم القرب من الله، وفي طليعتها شهر رجب الفرد الحرام؛ ذلك الشهر الذي يُعد مقدمةً لمواسم عظيمة، تخفق لها القلوب شوقًا، وترتفع فيها النفوس سرورًا بما يناله العبد من فضل الله، ومضاعفة الأجور، والترغيب في الأعمال الصالحة المنجية من سخطه سبحانه.

الدعاء النبوي ومعناه

روى الطبراني عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ كان إذا دخل رجب قال:

 «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلِّغنا رمضان».

 وهو دعاء نبويٌّ جليل، تردده ألسنة العارفين والعلماء الصالحين، طلبًا للبركة في أيام رجب ولياليه، وفي ساعات شعبان ولحظاته، وسؤالًا للبلوغ وإدراك شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن.

البركة ومضاعفة الأجور

إن طلب البركة في هذه الأشهر الكريمة إنما هو لما فيها من مضاعفة الأجور، وقبول الأعمال الصالحة عند الله؛ فهي الزاد الباقي ليوم القيامة، يوم تُعرض الأعمال: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا﴾. ومن هنا تنبع النية الصادقة لاغتنام الأيام والليالي، والتعرض للبركات المودعة فيها.

رجب: تنبيه للغافلين وبداية المواسم

شهر رجب شهر تنبيه للغافلين؛ كمنبهٍ يعلن بدء سوق المواسم. ففيه يُهيِّئ العبد بضاعته، ويُنوِّع أعماله، ويُحسن اختيارها، ثم يتدرّب ويُحسن العرض في شعبان، ليكون من الرابحين في رمضان.

التفاضل بين الأزمنة وتعظيم الأشهر الحرم

جرت سنة الله في التفاضل بين الأزمنة؛ فليس كل شهر كرمضان، ولا كل زمان كالأشهر الحرم. وقد سُمِّي رجب بهذا الاسم من الترجيب أي التعظيم؛ فكان معظَّمًا في الجاهلية، وأقرَّ الإسلام هذا التعظيم بنصوص الوحي وهدي النبي ﷺ.

 غير أن حقيقة التعظيم ليست في مجرد الاسم، بل في تقوى الله، واجتناب المعاصي، والبعد عن المحرمات والشبهات، والعمل بما أوجب الله وندب إليه.

معالم تعظيم رجب عمليًا

إن تعظيم رجب يكون بجعل أيامه ولياليه مستودعًا للطاعات:

الإكثار من التوبة والاستغفار ليلًا ونهارًا.

تعظيم الذكر والدعاء بقلوب خاشعة وألسنة ضارعة: رب اغفر لي وارحمني وتب علي إنك أنت التواب الرحيم.

استحضار التقصير، والاعتذار إلى الله، وتعظيم أمره ونهيه.

الأشهر الحرم في القرآن والسنة

قال تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا… مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾، ثم قال: ﴿فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾.

 وبيَّن النبي ﷺ هذه الأشهر فقال: «السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعة حرم: ثلاثة سرد—ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم—ورجب مُضر الذي بين جمادى وشعبان».

مسؤولية استقبال الشهر الحرام

وأنتم تستقبلون شهرًا حرامًا عظيمًا عُظِّم في الجاهلية والإسلام، فليأخذ كل مؤمن نصيبه من هذا التعظيم والتكريم؛ بتقوى الله، وحسن اغتنام الأيام والليالي، بالتزود من الطاعة: صيامًا، وصدقةً، وتلاوةً، وإحسانًا، والتعرض لنفحات الرحمن، والبعد عمّا يوجب غضب الرب سبحانه.

التحذير من الظلم في الأشهر الحرم

… وجاء البيان الإلهي واضحًا: ﴿فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾. وكم وقعنا ـ عباد الله ـ في ظلم أنفسنا؛ فكل قاطعٍ لرحمه قد ظلم نفسه، وكل عاقٍ لوالديه فقد ظلم نفسه، وكل من أخَّر ما أوجب الله عليه فقد ظلم نفسه، وكل من تجرأ على الله بالعصيان والمخالفة فقد ظلم نفسه. ومن أضاع وقته في القيل والقال، وفي التصفح المفرِط للشاشات، فقد ظلم نفسه. ومن تأخر عن الجمعة وسائر الجمعات، ومن ترك صلاة الجماعة وعدل إلى صلاته في بيته من غير عذر، فقد ظلم نفسه.

فاتقوا الله عباد الله من الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، وإن الله حرَّم الظلم على نفسه، فلا تظالموا. وأقبح الظلم أن يظلم الإنسان نفسه؛

 ظلمتَ وما إلا لنفسك يا فتى

طلمت وظلم النفس من أقبح الأوصاف.

صور الظلم التي يجب اجتنابها

فلا تظلموا فيهن أنفسكم بارتكاب ما حرَّم الله، ولا تظلموا فيهن أنفسكم بالنظر إلى ما نهى الله عنه، ولا تظلموا فيهن أنفسكم بكشف سترٍ أوجب الله أن يُستر. فهذه المعاصي ـ وإن كانت محرمة في كل وقت ـ فإن وزرها في الأشهر الحرم أعظم.

تغليظ الإثم في الأشهر الحرم

إن الظلم في الأشهر الحرم مضاعف الوزر، متضاعف الجرم، كما قرره أهل العلم. قال قتادة رحمه الله: الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرًا من الظلم فيما سواها؛ لأنها أشهر معظمة. وقال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: إن الظلم في الأشهر الحرم يتضاعف إثمه، حتى إن الدية تُغلَّظ ـ عند الشافعي وغيره ـ إذا وقع القتل في الأشهر الحرم؛ تعظيمًا لحرمتها.

فكيف إذا كان ذلك في شهر رجب الأصم، الذي كان لا يُسمع فيه قديمًا للسيوف حسٌّ ولا للسلاح أثر، تعظيمًا له وتوقيرًا؟

فتح باب التوبة 

أيها المؤمنون، فلنغتنم لحظات هذا الشهر وأيامه بفتح باب التوبة إلى الله، والندم على ما جرى منا والسعي في تبييض صحائفنا في هذا الشهر الكريم؛ لِنتهيأ بعده في شعبان لسقي ما غرسناه من التوبة، وما بذرناه من الإنابة، لنحصد الثمار اليانعة في شهر رمضان. فيأتي رمضان وصحائفنا بيضاء، ندية، فيكون العطاء من الله عظيمًا، والمغفرة واسعة.

تجارة رابحة لا تبور

هذه هي التجارة التي دلّنا الله عليها:

 ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾؛ تجارة ثوابها كبير، تنجي من سخط المولى الحليم والعظيم. تؤمنون بالله ورسوله، وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم. بيِّض صحائفك السود في رجب بصالح العمل المنجي من اللهب؛ فهو شهر حرام في الأشهر الحرم، إذا دعا العبد فيه ربَّه لم يُخيَّب.

طوبى لعبدٍ زكّى فيه عمله، فكفَّ فيه عن الفحشاء والريب.

وصايا عملية لشهر رجب

أيها المسلم، أيها المؤمن:

أقلِع عن المحرمات في شهر الخيرات.

اترك المكروهات، واحذر الشبهات.

إياك والتأخر عن الجمعة والجماعات.

نصيحة لي ولك: لا بد أن تُحدِث في هذا الشهر توبةً صادقة، ورجوعًا صريحًا، وعودةً جادةً إلى الله. فالحكمة في تقديم رجب قبل شعبان ورمضان أن تتجنب الذنوب، وتتهيأ للطاعات، فتدخل رمضان بصحائف بيضاء، ونفوس نقية.

التحذير من الغفلة عن مواسم الخير

احذروا ـ عباد الله ـ التغافل والتناسي لمواسم الخير؛ فإن الانشغال بسياسات السياسيين، وأخبار الإعلام، وتقلب الأجواء والأزمان، قد يصرف القلوب عن التأمل في مواسم البركات. مواسم إن مضت على الإنسان دون اغتنام ندم، وعضّ على يديه حسرة:

 ﴿رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ﴾، كلا إنها كلمة هو قائلها.

الاستخفاف بحرمة رجب وخطر التشبه

إن المستخف بحرمة شهر رجب قد وقع في حرجٍ عظيم، وشابه أهل الكفر الذين قال الله فيهم: ﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ﴾؛ كانوا يُحلّون الشهر عامًا ويحرّمونه عامًا اتباعًا للأهواء. وهؤلاء المستخفون بحرمات الله لهم أشباه في زماننا، ممن يتغافل عن هذه الأشهر الكريمة ويتناسى فضلها.

رجب مفتاح الخير وموسم الزرع

قال الإمام ابن رجب رحمه الله: شهر رجب مفتاح أشهر الخير والبركة. وقال الإمام الورّاق رحمه الله: رجب شهر الزرع، وشعبان شهر السقي، ورمضان شهر الحصاد. فجدير بمن سوّد صحيفته فيما مضى أن يبيّضها في شهر الطهارة والنقاء، وجدير بمن ضيّع عمره في البطالة أن يغتنم ما بقي؛ فإنك لا تدري أتستكمل شهر رجب أم لا.

قيمة اللحظة الحاضرة

الأمر غيب، ولك الساعة التي أنت فيها؛ فما مضى قد مضى، وما سيأتي غيب، والعمل إنما هو في الحاضر. قال الإمام السِّجِّي رحمه الله: إن السنة وشهورها… (ويُستأنف البيان فيما يأتي).

تشبيه الزمن بالشجرة ومعنى الاغتنام

… ويقول الإمام السِّجِّي رحمه الله تعالى: إن السنة عبارة عن شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، وأنفاس العباد فيها ثمراتها.

شهر رجب: موسم غفلة وفرصة يقظة

ومن هذه الأيام الفاضلة شهر رجب، ذلك الشهر الذي قلّ أن تجد من يذكّر الناس بفضائله، أو يرغبهم فيه بالصيام، أو الاستغفار، أو قيام الليل، أو الصدقة، مع أن الله سبحانه يقول: ﴿وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.

وقد يقول قائل – لقصر فهمه وضعف إدراكه لمعنى وجود الإنسان في هذه الحياة –: ما الفرق بين الأشهر؟ ولم يرد شيء صحيح في فضل رجب!

 وهذا القول مجانبة للصواب، فقد ثبت عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه سُئل: أكان رسول الله ﷺ يصوم في رجب؟ فقال: نعم، ويشرفه، نعم ويشرفه. وهذا جواب صحابي رأى من رسول الله ﷺ تعظيمًا وتشريفًا لهذا الشهر، فكيف يقال بعد ذلك إن رجب كغيره من الشهور؟

الوسائل لها حكم المقاصد.

 فمن قرأ القرآن، أو صلى صلاة، أو استغفر الله، أو تاب إليه، يبتغي بذلك وجه الله، ولا يعتقد أن ذلك عبادة مخصوصة واردة عن النبي ﷺ، فهل يكون آثمًا أو موزورًا؟ بل إن باب التوبة مفتوح، والعمل الصالح مطلوب في كل زمان، وخاصة في المواسم الفاضلة.

وكان الأولى – عباد الله – أن كل ما يقرّب الإنسان من ربه أن يُستمسك به، وأن يُعضّ عليه بالنواجذ، لا أن يُشنَّع على أهله ويُزهد الناس فيه، والله سبحانه قد فتح باب الخير واسعًا لكل من أراد الفلاح.

فضل أول ليلة من رجب واستجابة الدعاء

وقد روى البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما حديثًا مرفوعًا إلى رسول الله ﷺ:

 «خمس ليالٍ لا يُردّ فيهن الدعاء: ليلة الجمعة، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة النحر، وليلة الفطر»، وجاء في بعض الروايات: من أحياها أحيا الله قلبه.

وقال الإمام الشافعي رحمه الله: بلغنا أن أربع ليالٍ لا تُردّ فيهن الدعوة، وذكر منها أول ليلة من شهر رجب. فكيف يُستقبل هذا الشهر بالغفلة والإعراض، وهو شهر تفتح فيه أبواب الرجاء، وتُرجى فيه إجابة الدعاء؟

الدعوة إلى الفرح بالطاعة والإنابة إلى الله

فاتقوا الله عباد الله، واستقبلوا شهركم بفرح يليق به، فرح بالطاعة لا بالمعصية، وفرح بالقرب من الله لا بالبعد عنه. وأنيبوا إلى الله في هذا الشهر، واتركوا أنواع الظلم، والفساد، والانحراف، فإن الإنابة الصادقة تبدأ بترك الذنوب، والرجوع إلى الله بالقلب والعمل.

ظاهرة المجاهرة بالمعاصي وخطرها على المجتمع

وقد ابتُلينا في هذا الزمان – عباد الله – بأناس شذّوا عن الإنسانية والهدي المستقيم، حتى صارت المجاهرة بالذنوب والمعاصي والفواحش أمرًا عاديًا عند بعض الشباب.

 يجلس الشاب مع أقرانه فيتحدثون في أمور محرمة، ويتفاخر بعضهم بالتواصل المحرم، وبالوقوع في الفواحش، ويرون ذلك ذكاءً وفطنة، بل وربما اتخذوه وسيلة للكسب وجمع المال، وهو لا يدري أن ستر الله قد انكشف عنه، وأنه ابتلاء عظيم.

وقد قال رسول الله ﷺ: «كل أمتي معافى إلا المجاهرين»، الذين يبيتون في معصية فيسترهم الله، ثم يصبحون فيكشفون ستر الله عن أنفسهم، ويتحدثون بما فعلوا تبجحًا وسرورًا، غير مبالين بنظر الله إليهم.

مسؤولية المجالس والتحذير من السكوت عن المنكر

إن المجاهر – عباد الله – أشد جرمًا من العاصي المستتر؛ لأن العاصي قد يندم ويتوب، ولا يرضى أن يُكشف ستره، أما المجاهر فلا يرى لحق الله اعتبارًا، ويتكلم بما يفعل من معصية بجرأة واستخفاف.

والخطر عظيم في مجالس الشباب اليوم، وكل أذن تسمع للمنكر وتسكت عنه فهي آثمة إن لم تُنكره، أو توقف صاحبه عند حده، أو تُبيّن له جرمه، أو تُخطّئ فعله وقوله. فاتقوا الله عباد الله، ونحن في أشهر حُرم، ونستقبل مواسم عظيمة، فلنتب إلى الله، ولنقلع عن المعاصي والمخالفات.

معنى الإنابة الصادقة وبداية الإصلاح

واعلموا أن معنى الإنابة إلى الله يبدأ أولًا بالتقوى في الفرائض: في الصلوات، وفي أداء الواجبات، وفي صلة الأرحام، وفي حفظ ما أوجب الله حفظه، والقيام بما افترضه على عباده، فهذه هي الخطوة الأولى في طريق الإصلاح والعودة الصادقة إلى الله…

وهكذا يتبين أن تعظيم شهر رجب وأيام الله ليس بالشعارات، ولا بالجدل، ولا بالتشدد الذي يصرف الناس عن الخير، وإنما هو بالإنابة الصادقة، وإقامة الفرائض، وترك المحرمات، والإكثار من الطاعات، واستحضار مراقبة الله في السر والعلن.

إجابتك

اسمك الذي سيظهر (اختياري):
نحن نحرص على خصوصيتك: هذا العنوان البريدي لن يتم استخدامه لغير إرسال التنبيهات.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
منذ بواسطة (1.0ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
ملخص خطبة استقبال شهر رجب موسم القرب والتزود بالطاعات
مرحبًا بك إلى منبر الجواب، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...